Pages

Wednesday 30 November 2011

تسييس محرم- رائيي الشخصي

انتشر مصطلح "تسييس الشعائر" مع اطلالة شهر محرم الحرام في البحرين, احب ان اكتب وجه نظري في هذا الموضوع بكل ود. قبل البدء وقبل ان تجرنا عواطفنا للحكم في هذا الموضوع, ومع احترامي للجميع, لابد من الالمام بقضية الامام الحسين (ع) ليتسنى لنا بعدها ان نحسن الحكم ما اذا كان تسييس عاشوراء شي جيد ام لا. فلنأخذ غاندي على سبيل المثال, هل كان غاندي مسلما؟ لا بالطبع ولكنة تعلم عن قضية الحسين الكثير واخذ منها ما يتناسب مع شعبة وثقافتهم, لو ان غاندي نظر لثورة الحسين من جميع النواحي لربما اسلم واعلن تشيعة.

ثورة الحسين تنقسم الى قسمين, ثورة النور وثورة الدم, لن اسهب في شرح الثورتين اردت فقط ان اضرب مثل كيف ان هذة الثورة كانت فريدة من نوعها ما جعل الكثيرين من اتباع الديانات الاخرى الى الاعجاب بها وتعلم شي منها. الشي الثالث والمهم ايضا هو ان الحسين كان رمزا بحد ذاتة, ليس لانة ابن بنت رسول الله فقط بل لانة ضرب فينا اروع الامثال.

عاشوراء الحسين لا يمكن نسيانة ابدا ولا يمكن مسحة من عقل اي شخص, ادخل اي بيت شيعي وابدا بنص لطمية واسمع الاطفال يكلمونها- لا استغرب هذا ابدا فنحن تربينا في مأتم الحسين منذ نعومة اظافرنا. اذا اخذنا الاطفال او حتى الجيل الصاعد الان ذوي ١٥ وال١٦ عام.. عندما يستمعون الى مصيبة الحسين يرون فيها الكثير من التشابة بقضيتهم اليوم (انا لست بصدد مقارنة القضيتين ابدا, فليس هناك وجة مقياس) ولكن بصدد ان استخدمها مثال.

شمر ابن ذي الجوشن وعبيد الله ابن زياد وعمر ابن سعد.. مارسوا الخبث السياسي منذ مئات السنين, الشمر كان يحسد عمر ابن سعد على ولاية الري, وكان يريد ان يتحل مقامة ويصبح هو والي الري و"كان يبحث عن اخطاء وشطحات عمر ابن سعد" ليقدمهم الى ابن زياد كملف.. ولكنة لم يعتبر اجتماعات الحسين وعمر ابن سعد "شطحة من الشطحات", لذلك لم يخبر لابن زياد بهم. وحتى الجواسيس جمدوا انفسهم في ذلك الوقت لانهم كانوا "يرتاحون من اي اجتماع يحدث بين الحسين (ع) وبين ابن سعد" فلربما تنتهي المسألة (ما اذا تصالحوا) بدون حرب وبدون اراقة دماء. هذة القصة تطول وبأستطاعتك ان تستمع لسيد جابر الاغائي هنا لمعرفة تفاصيل هذة القصة.
الا ينطبق هذا على واقعنا الان؟ من يطالبوم بأسقاط النظام يرتاحون الى اي مفاوضات تجري بين الحكومة والمعارضة, بل وحتى ذلك التجمع الغبي "الوحدة الوطنية" يرتاحون لمثل  هذة الظواهر. اذا من هذا المثال (وهناك اكثر من هذة الامثلة حتى على مستوى اعلام بني امية واعلام ال خليفة) نستطيع رؤية الحركة السياسية ان ذاك في ثورة الحسين.

اسأل نفسك, لماذا خرج الحسين؟ خرج الحسين ليستقيم دين محمد (ص) وليقيم العدل.. الان اسأل نفسك, لماذا خرج اهل البحرين؟ خرجوا ليستقيم الحكم والعدل في البلاد. الدعوة المشتركة هي العدل وان لا سيد ولا مسود. اذا هناك علاقة تاريخية بين الثورة والعدل. الحسين (ع) مدرسة من مدارس ال البيت نتعلم منهم الكثير ونتعلم من محرم الكثير ايضا, اذا فكرة كانت الفكرة او الاعتراض, ان التسييس قد يؤدي الى تشتيت فكرنا عن مصاب ابي عبدالله, او ان التسييس قد يطمس الدرس المهم من ملحمة كربلاء فأنا لا اتفق مع هذا ابدا. عدم اتفاقي هو ان الخطيب الحسيني دائما ما يلقي محاضرات في ايام محرم ويربطها بمصاب الحسين, اذا كنت لا تريد ان تشتت الافكار عن  الطف فلا تدير محاضرات. اعرف ان هناك الكثير ممن نلقبهم بـ"الحداثيين" ممن يعارضون حتى فكرة المحاضرات وحتى اللطم ويريدون ان يقتصر محرم فقط على قرأة مصرح الحسين وحسب. الحسين يا اصدقائي اكبر من من مجرد "قصة" تروونها للاجيال, الحسين مدرسة وعبرة نعتبر بها. ارى كثيرا منهم يستخدمون غاندي, مارتن لوثر كنج, جيفارا ونيلسون مانديلا كامثلة لثورة البحرين ولكنهم ينسون ثورة الحسين وانتصار الدم على السيف. عجبي!

اما اذا كانت الحجة بأن الحكومة سوف تقمع اي شعائر بها تسييس فهذا شي اخر,  هناك ايضا شي اخر, ولا يستطيع احد ان يجزم ويضمن لنا انهم لن يفعلوا.. لقد هاجموا مأتما للنساء قبل بضعة ايام فقط, هل لانهم كانوا يناقشون السياسة؟ لا بالطبع. قالوها بني امية للحسين (ع) "انما نحاربك بغضا بأبيك" والان نحن نحارب بغضا في مذهبنا.

اعتقد وفي رأئيي المتواضع انة لابد من الاستفادة من محرم والشعائر لبث روح الصمود والثبات في شبابنا اقتدائنا بسيد الاحرار. ارجع حتى الى عهد الرسول (ص) تجد ان الله سبحانة وتعالى كان ينزل عليهم الايات ليزداد المسلون ثباتا في معاركهم, خذ على سبيل المثال معركة احد.. عندما صاح الشيطان "لقد قتل محمد" تخاذل المسلمون كما يقول الراوي, وهناك الكثير (ربما اجماع حتى) من المفسرين يربطون هذه الحادثة بهذة بالاية الكريمة "وما محمد الا رسول قد خلت من قبلة الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبية عقبية فلن يضر الله شيئا وسنجزي الشاكرين". حتى ولو افترضنا ان النبي (ص) قد قتل هل هذا يعني ان رسالتة توقفت؟ هل يعني ان مع مقتل امامنا الحسين ابن علي (ع) تتوقف الثورات ضد الظلم والاستبداد؟ لا ابدا هيهات.

اكتفي بهذا القدر واترككم مع انشودة ثورية حسينية رائعة للرادود المتألق جعفر القشعمي بعنوان منصورين والناصر الله






No comments:

Post a Comment

Hatred will not be tolerated!